الخميس، 7 أبريل 2011

المسيح و تاريخ الميلاد المزيف للشيخ ابو سفيان (8)

الآن نعود لنستكمل الحديث عن تلك الفترة التي بعد نبي الله سليمان عليه السلام
يقول اليهود أن سليمان عليه السلام قد حكم منذ عام 972حتى عام 933 قبل الميلاد و هناك اختلافات لا تتعدى العقد أو العقدين حول هذا التاريخ

و سنقف إن شاء الله عند سيرة اثنان من الأنبياء الذين جاءوا بعده
و هما يونس و أيوب عليهما السلام
أما يونس فقد أرسله الله إلى أهل نينوى في العراق ( الموصل )
و يقول اليهود أنه أرسل إليهم في القرن الثامن قبل الميلاد
و له عندهم سفر باسم سفر يونان يروون فيه ما حدث مع هذا النبي في نينوى بصورة مخزية قاتلهم الله
و يقولون أن يونس يهودي من مواليد بيت المقدس
أرسله الله إلى نينوى لكنه و بسبب غضبه القومي
على الآشوريين لم يحتمل أن يرى الله و قد غفر لهم فهرب إلى ترشيش عن طريق البحر
لكن نحن كمسلمين نرفض أدعاء اليهود في قولهم أن يونس عليه السلام من مواليد بيت المقدس و أن الله قد أرسله من هناك إلى نينوى لاعتبارات أهمها
قوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }إبراهيم4

ـــــــــــــــــ
فكيف يرسل الله يونس ذو اللسان العبراني إلى من لا يفقه إلا باللسان الكلداني
و كيف يتقبل أهل نينوى و هم على ما هم من الكفر رجل غريب يدعو إلى التوحيد بينهم
بسم الله الرحمن الرحيم
{قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ }هود91
ــــــــــــــــــ
ثم إن الله سبحانه لم يرسل نبي من بعد لوط عليه السلام إلا في ثروة من قومه أي في كثرة و منعة
أي أن يكون من أوسط القوم نسبا و أعزهم نفرا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع
--------
1617 ( الصحيحة )
إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن تبارك وتعالى ، لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم جاءني الداعي لأجبت ، إذ جاءه الرسول فقال: { ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن } ، ورحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد ، إذ قال لقومه: { لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد } ، فما بعث الله بعده من نبي إلا في ثروة من قومه

ـــــــــــــــــ
هذا يعني أن يونس عليه السلام و إن كان يهودي فهو من أهل نينوى و يتمتع بالعز و المنعة فيها و سيتبين لنا إن شاء كيف يدعو يونس اليهودي أهل نينوى
و هو في ثروة من قومه

ـــــــــــــــ
و كما كان الأمر مع يونس فكذلك الأمر مع أيوب عليهما السلام و الذي بعث كما قيل
إلى منطقة قريبة من دمشق
و قد يسأل سائل ما الفائدة من ذكر ذلك في هذا البحث
فأقول : إن الفائدة تكمن في إظهار كذب كتبة وحي الشيطان
فأهل نينوى قد هداهم الله فأمنوا و متعهم بإيمانهم إلى حين
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ{139} إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ{140} فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ{141} فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ{142} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ{143} لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{144} فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ{145} وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ{146} وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ{147} فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ{148 } الصافات
ــــــــــــــــــــــــــ
من يتابع التاريخ الذي كتب عن بلاد الرافدين و بلاد الشام و الحجاز و مصر
لا يجد لدين التوحيد أي ذكر
بل الحديث يقتصر على الأوثان و المعابد و أسماء الملوك الغريبة
و معاركهم الدموية في كل مكان
إذن لا توحيد إلا في بني إسرائيل و كأن الله سبحانه
لم يخلق من البشر سواهم
و في هذا تزييف للواقع فما من أمة إلا خلا فيها نذير
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ }فاطر24

ــــــــــــــ
فمن أمن و أتبع الرسل نجا و أكل من فوقه و من تحته و من أعرض عن ذكر ربه كان عاقبته الهلاك

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ }القصص59
بسم الله الرحمن الرحيم
{ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ }الأنعام131

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
و قوم يونس كبقية أهل القرى أرسل الله لهم يونس عليه السلام
ثم منّ عليهم إذ هداهم إلى دين التوحيد أو الأصح إذ أعادهم إلى دين التوحيد
في زمن كان الكثير من اليهود في غاية الكفر و الإعراض عن ذكر الله
حتى لعنهم عيسى عليه السلام كما لعنهم داود من قبل
لا أحد يقينا يعلم متى كانت نبوة يونس إلى أهل نينوى لكن هي بعد سليمان عليه السلام بقليل و الله أعلم
و علماء اليهود و النصارى يقولون أنه أرسل في القرن الثامن قبل الميلاد المزعوم
و يعتقد البعض أن قد أرسل في الفترة التي حكم فيها اداد نيراري الخامس و أبنه شلمانصر الرابع و أشور دان الثالث
أي من بداية القرن الثامن حتى عام 745
ـــــــــــ
المهم لدينا أن دولة أشور في فترة من الفترات قد دانت بالتوحيد
و مع ذلك لم يسلط علماء التاريخ أي ضوء على هذه الفترة بل لا تجد لديهم إلا الحديث عن مردوخ و تموز و عشتار
لكن هذه الفترة الحاسمة و التي كانت قريبة جدا من الفترة التي سلط الله فيها
الآشوريين على بني إسرائيل
كان الآشوريين يدينون بدين التوحيد بعكس اليهود الذين كانوا يعبدون الأصنام و الصلبان كما سيمر معنا
بل أن ما يسمى مملكة يهوذا و التي كانت في بيت المقدس كانت تحت حماية مملكة أشور و كان زعماء هذه المملكة يستنجدون بملوك أشور ليذبوا عنهم أي خطر خارجي
فقد أستنجد آحاز ملك يهوذا بملك أشور تغلث فيلاسر أو الملك تباشر
ضد التحالف الذي عقده فاقح ملك إسرائيل مع رصين ملك دمشق
لقلب نظام الحكم في يهوذا و تولية شخص أخر بدل عن آحاز
إذن هذا الحلف كان نتيجة لسلوك ملك يهوذا مسلك لا يرضي ملك دمشق و ملك السامرة و لم يكن الهدف الطمع في الاستيلاء على بيت المقدس
فكان أن خرج تباشر ملك أشور و قتل رصين ملك دمشق و أقام المذابح هناك
و قام بإجلاء سبطين و نصف السبط من بني إسرائيل و الذين كانوا
يسكنون غور الأردن و يتبعون ملك السامرة إلى بلاد الرافدين و أسكن بدل عنهم
قوما آخرين
ثم استنجدوا بملك أشور شلمانصر الخامس ضد ملك السامرة
فما كان منه إلا أن أجلى بقية الأسباط العشر التابعة لملك السامرة إلى أمد و الجزيرة و غيرها من البلدان التابعة له
و أحل بدل عنهم أناس من أهل تلك البلاد و هم الذين أظهروا دين السامرة حتى هذا اليوم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و نستفيد من ذلك أيضا
أن النبي يونس عليه السلام سواء كان يهودي أو آشوريا و هذا مستبعد
فلم يكن مبعوث من فلسطين إلى أهل نينوة
بل لا بد أن يكون من أهل نينوة تحديدا
و إذا كان من بني يعقوب فهذا يدل على المنزلة التي يتبوؤها اليهود في العاصمة الآشورية و هذا يؤكد لنا أن بني إسرائيل كانوا منتشرين في الكثير من البلاد المجاورة و البعيدة عن فلسطين و لم يكونوا
مجتمعين في فلسطين على الشكل الذي تصفه كتبهم المحرفة

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الأعراف168

و هنا لا بد من الحديث عن مملكتي إسرائيل
و التين يصعب أن يصدق أنهما كانتا في أرض فلسطين بل ليس في كل فلسطين
إنما في أحداهما في السامرة و قراها و الثانية في بيت المقدس و قراها
إن قراءة متأنية في كتبهم تجعل من الصعب التصديق بوجود مملكتين
صغيرتين كانتا نتيجة انقسام مملكة سليمان عليه السلام
بل حتى علماء التنقيب و الآثار لم يجدوا من الآثار ما يدل على وجود مثل هذين المملكتين
و هذا يؤكد و الله أعلم
أن منطقة بيت المقدس و ما حولها كانت مركز ديني وروحي يتمتع بحصانة و حماية من قبل الإمبراطوريات المجاورة بل من قبل الإمبراطورية الآشورية تحديدا
مثلها في ذلك مثل مكة حرسها الله حين كانت عاصمة الدولة الإسلامية في بغداد أو دمشق
فهي محج و أرض مباركة للعبادة ليست حكرا على فئة معينة من المسلمين
و كذلك كان بيت المقدس و الله أعلم
أما الإمبراطورية المصرية فكانت ملاذ لكفرة بني إسرائيل حيث كانت تشجع الخارجين عن الطريق القويم من الكفرة و
عبدة الأوثان
و كان ساكني هاتين المملكتين من اليهود و غيرهم من الذين تهودوا من الأمم الأخرى
و كان لهم نظام سياسي يضبط أمرهم تحت زعامة بعض الأمراء من اليهود
لكنهم في النهاية يتبعان سلطة مركزية تمتعت بها أشور طوال تلك العقود من بعد وفاة
نبي الله سليمان عليه السلام حتى مجيء الحكم الفارسي بعد عدة قرون

إذن فسليمان عليه السلام لم يحكم انطلاقا من بيت المقدس إنما قام بإعادة بناء المسجد الأقصى على ذلك الشكل من العظمة و الأبهة فيها
لكن من أين كانت تدار مملكة سليمان عليه السلام و من هو سليمان عليه السلام تاريخيا ؟؟
أيها الأخوة الأفاضل
لم تهتم أي إمبراطورية بالتاريخ
باسم سليمان كما اهتمت الإمبراطورية الآشورية
فقد حمل خمس ملوك من أعظم ملوكها اسم سليمان
و هم سليمان الأول أو شليمانصر الأول من عام 1273-1244
سليمان الثاني أو شليمانصر الثاني من عام 1028-1017
سليمان الثالث أو شليمانصر الثالث من عام 858-824
سليمان الرابع أو شليمانصر الرابع من عام 781- 772
سليمان الخامس أو شليمانصر الخامس من عام 726-722
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بالطبع ليس من المصادفة أن يُسمى خمسة من ملوك أشور باسم سليمان
لكن ما هو الدليل على أن الاسم شليمانصر يعني اسم سليمان مع لاحقة ذات معنى
مضاف لاسم سليمان
دون ريب فاليهود قاتلهم الله يبغضون سليمان عليه السلام بل إنهم يبغضون كل بيت داوود خصوصا أولئك الذين تجرئوا على كتابة هذه الكتب و التي أدعوا أنها كتب موسى عليه السلام و من تبعه من الأنبياء
و قد كانوا حريصين على طمس أي دليل أو أثر يدل على مملكة سليمان عليه السلام
ليخرج البعض منهم فيما بعد و يتشدق على أن نبي الله سليمان لم يكن أكثر من شيخ قبيلة
تم نسج القصص و الأساطير حول شخصيته
و هذا ما يحدث الآن كما حدث في الماضي
لقد تم نسج قصة سليمان عليه السلام بالتوراة بشكل يعطي الانطباع بكذب ما قيل أو ما روي من أعاجيب عن هذا الملك
فكيف تكون مملكة سليمان التي دانت لها الإنس و الجن
عبارة عن مجموعة من القرى الفلسطينية لا غير
يخلفه على نصفها فقط أي ما يسمى مملكة يهوذا ( بيت المقدس و ضواحيها ) أبنه الذي أظهر الكفر فيما بعد حسب زعمهم
فاليهود و بالتعاون مع الفرس هم من أبتكر هذه الأسفار المسخ
و لأهداف تخدم سياسة فارس التوسعية في أرض أشور و التي تكللت بالنهاية بسقوط الدول الكلدانية و حصول اليهود على مبتغاهم في قتل أعدائهم عبر مذبحة
سنعرج عليها فيما بعد إن شاء الله
لماذا لفظ اسم ملوك أشور بهذا اللفظ شليمانصر و لم يقرأ على الوجه الصحيح
بالرغم من الاسم و بكل وضوح يشير إلى اسم سليمان عليه السلام فاليهود يلفظون السين شين
سنعود بكم إلى تحريف مهم أقدم عليه كتبة التوراة في عهود حديث لا أعرف بالتحديد متى لكنها حتما بعد القرون الهجرية الأولى بمدة و قد تكون منذ قرن أو أكثر الله أعلم

يذكر سفر الملوك الثاني عند اليهود أن آحاز ملك مملكة يهوذا
قد شعر بالخطر نتيجة التحالف الذي تم بين فقح بن رمليا ملك مملكة إسرائيل في غزة و ملك دمشق رصين
فما كان من أحاز إلا أن راسل ملك أشور و طلب منه تخليصه من هذا المأزق
فخرج ملك أشور و قتل رصين ملك دمشق و أقام هناك مذبحة هناك
و سبى سبطين و نصف السبط من مملكة إسرائيل و أحل محلهم أناس آخرين
يدعي اليهود أن ملك أشور هذا كان اسمه تغلث فيلاسر
و إنه قد قبض هدية أو رشوة من ملك إسرائيل مقابل هذا العمل
لكن لو فكرنا في هذه المسألة جيدا
فهل نصدق أن ملك أشور سيحرك جيش عظيم لمحاربة مملكة آرام و مملكة إسرئيل فقط لأجل هدية !!!!!!!!!! ؟؟
و هل تكفي كل أملاك يهوذا كمئونة لجيش أشور الذي سيهاجم مملكتين لأجل
بضع قرى تسمى مملكة يهوذا ؟؟؟
لماذا لم يقوم ملك أشور الذي يفترض أنه وثني باحتلال مملكة يهوذا الضعيفة أيضا
و أخذ كل ممتلكاتها بدل الهدية التي قدمت له ؟؟

لماذا لم يقتل في إسرائيل كما قتل في دمشق ؟؟؟
و لماذا أجلى سبطين من أسباط بني إسرائيل في المملكة الشمالية و أحل بدل عنهم
يهود آخرين من أرض الجزيرة و آمد
و هم الذين يعرفون اليوم بالسامرية ؟؟؟
ـــــــــــــــ
أين وجه التحريف الذي تكلمت عنه سابقا
دعونا أولا نطلعكم على ما جاء في النسخة التي بين أيدي اليهود اليوم فيما يخص هذه القضية
ـــــــــــــــــــــــ
ملوك 15
27فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وَالْخَمْسِينَ لِعَزَرْيَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ فَقْحُ بْنُ رَمَلْيَا عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ عِشْرِينَ سَنَةً. 28وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. لَمْ يَحِدْ عَنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 29فِي أَيَّامِ فَقْحٍ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، جَاءَ تَغْلَثَ فَلاَسِرُ مَلِكُ أَشُّورَ وَأَخَذَ عُيُونَ وَآبَلَ بَيْتِ مَعْكَةَ وَيَانُوحَ وَقَادَشَ وَحَاصُورَ وَجِلْعَادَ وَالْجَلِيلَ وَكُلَّ أَرْضِ نَفْتَالِي، وَسَبَاهُمْ إِلَى أَشُّورَ. 30وَفَتَنَ هُوشَعُ بْنُ أَيْلَةَ عَلَى فَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا وَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ، وَمَلَكَ عِوَضًا عَنْهُ فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ لِيُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا. 31وَبَقِيَّةُ أُمُورِ فَقْحٍ وَكُلُّ مَا عَمِلَ هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ


الإصحاح السَّادِسُ عَشَرَ

1فِي السَّنَةِ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ لِفَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا، مَلَكَ آحَازُ بْنُ يُوثَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. 2كَانَ آحَازُ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَلَمْ يَعْمَلِ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِهِ كَدَاوُدَ أَبِيهِ، 3بَلْ سَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، حَتَّى إِنَّهُ عَبَّرَ ابْنَهُ فِي النَّارِ حَسَبَ أَرْجَاسِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 4وَذَبَحَ وَأَوْقَدَ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ وَعَلَى التِّلاَلِ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. 5حِينَئِذٍ صَعِدَ رَصِينُ مَلِكُ أَرَامَ وَفَقْحُ بْنُ رَمَلْيَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ، فَحَاصَرُوا آحَازَ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَغْلِبُوهُ. 6فِي ذلِكَ الْوَقْتِ أَرْجَعَ رَصِينُ مَلِكُ أَرَامَ أَيْلَةَ لِلأَرَامِيِّينَ، وَطَرَدَ الْيَهُودَ مِنْ أَيْلَةَ. وَجَاءَ الأَرَامِيُّونَ إِلَى أَيْلَةَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 7وَأَرْسَلَ آحَازُ رُسُلاً إِلَى تَغْلَثَ فَلاَسِرَ مَلِكِ أَشُّورَ قَائِلاً: «أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُكَ. اصْعَدْ وَخَلِّصْنِي مِنْ يَدِ مَلِكِ أَرَامَ وَمِنْ يَدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الْقَائِمَيْنِ عَلَيَّ». 8فَأَخَذَ آحَازُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ الْمَوْجُودَةَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ وَفِي خَزَائِنِ بَيْتِ الْمَلِكِ وَأَرْسَلَهَا إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ هَدِيَّةً. 9فَسَمِعَ لَهُ مَلِكُ أَشُّورَ، وَصَعِدَ مَلِكُ أَشُّورَ إِلَى دِمَشْقَ وَأَخَذَهَا وَسَبَاهَا إِلَى قِيرَ، وَقَتَلَ رَصِينَ. 10وَسَارَ الْمَلِكُ آحَازُ لِلِقَاءِ تَغْلَثَ فَلاَسِرَ مَلِكِ أَشُّورَ، إِلَى دِمَشْقَ. وَرَأَى الْمَذْبَحَ الَّذِي فِي دِمَشْقَ.
ــــــــــــــــــــــــــ

الأصحَاحُ السَّابعُ عَشَرَ

1فِي السَّنَةِ الثَّانِيةَ عَشَرَةَ لآحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ هُوشَعُ بْنُ أَيْلَةَ فِي السَّامِرَةِ عَلَى إِسْرَائِيلَ تِسْعَ سِنِينَ. 2وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. 3وَصَعِدَ عَلَيْهِ شَلْمَنْأَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ، فَصَارَ لَهُ هُوشَعُ عَبْدًا وَدَفَعَ لَهُ جِزْيَةً. 4وَوَجَدَ مَلِكُ أَشُّورَ فِي هُوشَعَ خِيَانَةً، لأَنَّهُ أَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى سَوَا مَلِكِ مِصْرَ، وَلَمْ يُؤَدِّ جِزْيَةً إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ حَسَبَ كُلِّ سَنَةٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَشُّورَ وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ. 5وَصَعِدَ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَصَعِدَ إِلَى السَّامِرَةِ وَحَاصَرَهَا ثَلاَثَ سِنِينَ. 6فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِهُوشَعَ أَخَذَ مَلِكُ أَشُّورَ السَّامِرَةَ، وَسَبَى إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ وَأَسْكَنَهُمْ فِي حَلَحَ وَخَابُورَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ مَادِي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لنرتب المعطيات حسب ما ورد سابقا
رصين كان ملك على أرام
آحاز كان ملك على مملكة يهوذا
فقح كان ملك على مملكة الشمال أو السامرة أو مملكة إسرائيل
أحاز أستنجد بملك أشور تغلث فلاسر و الذي هب لنجدته فقتل ملك أرام رصين
و سبى سبطين و نصف السبط من بني إسرائيل
و هم سكان هذه الأرض
ـــــــــــــــــــــ
جَاءَ تَغْلَثَ فَلاَسِرُ مَلِكُ أَشُّورَ وَأَخَذَ عُيُونَ وَآبَلَ بَيْتِ مَعْكَةَ وَيَانُوحَ وَقَادَشَ وَحَاصُورَ وَجِلْعَادَ وَالْجَلِيلَ وَكُلَّ أَرْضِ نَفْتَالِي، وَسَبَاهُمْ إِلَى أَشُّورَ
ـــــــــــــــــــــــــــ
إن من قرأ منكم كتاب الفصل في الملل لأبن حزم رحمه الله و في حديثه عن ملة اليهود
يعلم و على وجه اليقين أن الشيخ رحمه الله قد أعتمد في حديثه عنهم
على نسخة من توراة بني إسرائيل
لا نقول أن النسخة هي الصحيحة فالتحريف حدث قبل ذلك بعدة قرون
لكن هناك مفارقات يهمنا الوقوف عليها
و من هذه المفارقات ما يعطينا أسماء ملوك أشور كما كانت مقيدة في نسخهم في ذلك الوقت قبل أن تتعرض لتصحيف جديد يضفي عليها شيء من الغموض
ـــــــــــــــــــ
الفصل في الملل صفحة 93
وولي مكانه ناجح بن مليا من سبط داني فملك ثمانياً وعشرين سنة على الكفر وعبادة الأوثان إلى أن قتل هو وجميع أهل بيته‏.‏
وفي أيامه أجلي تباشر ملك الجزيرة بني روأبين وبني جاد ونصف سبط منسي من بلادهم بالغور وحملهم إلى بلاده وسكن بلادهم قوماً من بلادهم ثم ولي مكانه هوسيع بن إيلا من سبط جاد على الكفر وعبادة الأوثان سبع سنين إلى أن أسره كما ذكرنا سليمان الأعسر ملك الموصل وحمله والتسعة الأسباط ونصف سبط منسي إلى بلاده أسرى وسكن بلادهم قوماً من أهل بلده وهم السامرية إلى اليوم وهوسيع هذا آخر ملوك الأسباط العشرة وانقضى أمرهم فبقايا المنقولين من أمد والجزيرة إلى بلاد بني إسرائيل هم الذين ينكرون التوراة جملة وعندهم نزراة أخرى غير هذه التي عند اليهود ولا يؤمنون بنبي بعد موسى عليه السلام ولا يقولون بفضل بيت المقدس
ــــــــــــــــــــــــــــ
إذن ففقح ملك السامرة اسمه ناجح
و تغلث فلاسر اسمه تباشر
و شليمانصر ملك أشور و الجزيرة هو سليمان الأعسر
مع أني أشك أن تكون لاحقة نصر تعني الأعسر و ربما تكون مسبة أرد اليهود أن تلازم اسم هذا الملك
و الأصح و الله أعلم أن يكون الاسم الناصر سليمان و أو أي شيء قريب من ذلك
خصوصا إذا علمنا أن هذه اللاحقة قد لازمت كل ملوك أشور الذين حملوا هذا الاسم
فهل كلهم سموا بسليمان الأعسر ؟؟
من الصعب قبول هذا الأمر إلا إذا كانت أيدي اليهود تعبث بنتائج المكتشفات الأثرية

ـــــــــــــــــــــــ
الفصل في الملل صفحة 92
فولي بعده ابنه حزقيا بن اجاز وله خمس وعشرون سنة وكانت ولايته تسعاً وعشرين سنة فأظهر الإيمان وهدم بيوت الأوثان وقتل خدمتهما وبقي على الإيمان إلى أن مات هو وجميع رعيته وفي السنة السابعة من ولايته انقطع ملك العشرة الأسباط من بني إسرائيل وغلب عليهم سليمان الأعسر ملك الموصل وسباهم ونقلهم إلى أمد وبلاد الجزيرة وسكن في بلاد الأسباط العشرة أهل أمد والجزيرة فأظهروا دين السامرة الذين هناك إلى إلى اليوم
ـــــــــــــــــــــــــ
لاحظوا
كلما أزداد إيمان ملوك يهوذا سادت مساعدة ملوك أشور لهم
فها هو سليمان الأعسر يجلي بقية الأسباط العشرة من مملكة السامرة
أو لنقل من حول بيت المقدس مساعدة للمؤمنين الذين يقطنون هناك
فمن هم هؤلاء المؤمنين ؟؟؟
سنتعرف عليهم إن شاء الله في ما بعد
ــــــــــــــــــــــ
سليمان الأول و الذي حكم ما يعرف بدولة أشور بين عامي 1273- 1244 قبل الميلاد
والده هو الملك اداد نراري الاول حكم بين عامي 1305 -1274
أما مملكة دواد و سليمان عليهما السلام و حسب توراة عزرا
فقد حكموا
النبي سليمان يدعون أنه حكم بين عامي 972 ـ 933
والده النبي دواد عليه السلام حكم بين عامي 1014ـ 973
لكن أليس من الغريب أن يجد علماء الآثار نصوص تتكلم
عما يسمى ملوك إسرائيل الذين جاءوا بعد سليمان و هم على صغر شأنهم السياسي و لا يجدوا نصوص تتكلم أو تذكر أي شيء عن مملكة سليمان عليه السلام
كيف لا يجدوا مراسلات هذا الملك مع الممالك المجاورة و نحن نعلم أن سليمان قد بسط نفوذه على كل الممالك التي تحيط به
هذا لا يصح إلا إذا كان هذا الملك هو حاكم هذه الممالك كلها
كيف لا و هو عليه السلام ما سمع بأمة ضالة إلا غزاها أو أمرها بالإسلام
أما سبب اختفاء الوثائق فذلك يعود و الله أعلم إلى عدة أمور
أهمها
أن سليمان و من قبله داود عليهما السلام لم يكونوا ليسمحوا ببناء التماثيل و الأصنام المجنحة التي أشتهر بها بعض ملوك الدولة الآشورية
و التي كان ينقش عليها اسم الملوك و غزواتهم و مراسلاتهم و غيرها من أخبار
الأمر الثاني : لا بد أن الدولة الفارسية الحاقدة و بالتعاون مع المرتزقة اليهود قد عمدوا إلى طمس الكثير من الآثار التي تشهد لسليمان عليه السلام
و ذلك ليصوغوا التاريخ وفق رؤيتهم الخاصة
و ظاهرة طمس التاريخ ليست ظاهرة جديدة فقد أتبعاها ملوك مصر من قبل فقد عمد
خليفة الملك الموحد أخناتون و ذلك بعد وفاته و ربما أغتياله
عمد إلى مسح اسمه و أعماله و جميع آثاره و إعادة العاصمة إلى محلها السابق مع عودة الكفر و الشرك
هذا الملك أخناتون
و الذي سنجد أن عصر حكمه يكاد يتطابق مع عصر حكم سليمان عليه السلام لا بد أنه النظير المصري لملكة سبأ
و لو أخلص علماء الآثار في عملهم لوجدوا أن جميع ملوك هذه الفترة الزمنية و التي تقع في القرن الثالث عشر قبل الميلاد المزيف قد دانوا بالتوحيد سواء كان الأمر تقية أو إيمانا حقيقيا
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الأمر الثالث
يتعلق بالتاريخ الحقيقي لظهور مملكة سليمان و الذي لا يمكن أن يكون و الله أعلم كما تفترضه توراة عزرا و التي هي حقيقتا أسفار تاريخية و ليست أسفار دينية
لكنها مطعمة بشيء من الأمور الدينية و التي لا يوثق بصحتها أيضا
فتاريخ سليمان لا بد أن يكون أقدم بكثير من هذا التاريخ حتى استطاعت تلك الأيدي المارقة تغيره أو الالتفاف عليه
الأمر الرابع
هو الوجود المكثف لليهود في أرض الرافدين و حصولهم على مكتسبات و مراكز سياسية لا يمكن التصديق بأنها جاءت نتيجة لحكمة هؤلاء الناس و التي بوأتهم
هذه المراكز الحساسة سواء الدولة الآشورية أو الكلدانية
خصوصا إذا تذكرنا تلك العلاقة الوثيقة بين أمراء اليهود في فلسطين
و ملوك أشور و التي نظمت الجانب السياسي لما يسمى مملكتي بني إسرائيل و التي أشك بتواجدها على الشكل الذي حاول كتاب التوراة إبرازه
و الصحيح و الله أعلم أنهما لم يكونا أكثر من مقاطعتين تتبعان مملكة أشور أنتشر الكفر في أجزاء كثيرة منها
مما أضطر ملوك أشور للقيام بذلك الاستبدال البشري و على مراحل زمنية مختلفة تبعا لانتشار الفساد فيها
الأمر الخامس
قوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }البقرة102
ــــــــــــــــــــــــــــــ
من الآية السابقة نجد أن الله سبحانه و تعالى قد
ربط بين مُلك سليمان و مدينة بابل في العراق
فلا بد أن سليمان عليه السلام
هو الملك شلمانصر الأول و أن داود عليه السلام هو الملك اداد نيراري الأول
خصوص إذا لاحظنا إمكانية التصحيف بين اسم داود و اداد و الله أعلم
و لا أجزم بما يخص داود عليه السلام لأن مملكة سليمان هي التي بلغت العالمية
و لو عدت لحديث علماء الآثار حول هذين الملكين لوجدت التالي فقط
ــــــــــــــــــــ
ودأب الآشوريون على تنمية كيانهم السياسي, تعرضوا فيه إلى سلسلة من الامتحانات والمصاعب بسبب ضغط الدول والأقوام التي كانت تجاورهم, خرجوا من كل ذلك أشداء أقوياء إذ خلقت منهم قوة عسكرية رهيبة فرضت سلطانها على شعوب العالم القديم لعدة قرون تلت. ويعد شلمنصر الأول (1273 – 1244ق.م.) من أعظم ملوك هذا العهد سيما في حقل التوسع والفتوح الخارجية بعد أن توطدت شؤون المملكة الداخلية في عهده.
ـــــــــــــ
و كذلك الأمر بخصوص والده اداد
بحثت كثير لعلي أجد شيء مختلف
لكني لم أجد سوى أنهما تميزا بالفتوحات العظيمة و لا شيء عن سيرتهما الخاصة

ــــــــــــــــــ
الآن سأحاول تلخيص سيرة بني إسرائيل منذ خروجهم مع نبي الله موسى من مصر إلى
ما بعد نبي الله سليمان
نلج إن شاء الله بعد ذلك في القضية التي لأجلها جعل بعض اليهود كتاب الله وراء ظهورهم واضعين أيديهم بأيد المجوس لإنشاء صورة مزورة عن التوراة و التاريخ
ــــــــــــــــ
لم يكن الدخول إلى بيت المقدس في يوم من الأيام هدفا استراتيجيا لليهود كما هو الحال اليوم أو كما كان الحال عليه بعد الحدث المسمى انتهاء السبي البابلي
و ليس هناك أي دليل يثبت أن يعقوب عليه السلام كان يقطن في بيت المقدس قبل دخوله إلى مصر
و حتى لو كان الأمر بعكس ما نظن فلا يمثل هذا الأمر بالنسبة لليهود قضية ذات أهمية كبيرة
لا يمكن تجاوزها أو التحرر من تبعاتها
خصوصا إذا كانت المسألة ذات بدائل لا تتطلب أي مجهود عسكري أو مادي
و قد كتبت في بحث سابق عن خروج اليهود من مصر بعد أن مكنهم الله منها
لكن و نتيجة لفسادهم فيها فقد طردوا منها
ثم انتقلوا بعد ذلك و برفقة نبي الله موسى عليه السلام لفتح بيت المقدس ليس من باب البحث عن موطن أو موضع قدم
إنما المسألة كانت أمر إلهي لا بد منه و ذلك لإقامة الشعائر في المسجد الأقصى
فلما نكصوا على أعقابهم و رفضوا أمر الله تحاشيا لأي صدام مسلح مع من كان يقطنها من الكافرين
حيث قالوا لنبي الله موسى عليه السلام أذهب أنت و ربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون
بسم الله الرحمن الرحيم
{قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }المائدة24 ــــــــــ
يريدونها من غير أذى أو قتال و ينتظرون أن يفتحا الله لهم و هم ينظرون
فكان أن حكم الله عليهم بالتيه أربعين سنة حتى ولد جيل جديد لم يتلبس بتلك الفتنة
و هم الذين فتح الله عليهم بيت المقدس
لكن هل هذا يعني أن جميع ذرية بني إسرائيل قد دخلت بيت المقدس ؟؟
لا بالطبع فلم يكن الجيل الجديد إلا نسخة عن جيل الآباء إلا القليل منهم
و لم يكن بني إسرائيل في ذلك الوقت يعيشون في مكان واحد كما يتصور البعض
بل انتشر أكثرهم في العراق و الجزيرة و اليمن و عمان و بلاد فارس
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الأعراف168
لقد كان يوشع عليه السلام قائد معركة الفتح مدرك لطبيعة بني إسرائيل لذلك أنتخب جيشه بعناية فائقة
سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الأول
--------
202 ( الصحيحة )
إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس وفي رواية: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن ( بها ولا آخر قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها ولا آخر قد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر أولادها قال: فغزا فأدنى للقرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس أنت مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه ( فغنموا الغنائم ) قال: فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن تطعمه ( وكانوا إذا غنموا الغنيمة بعث الله تعالى النار فأكلتها ) فقال فيكم غلول فليبايعني من كل قبيلة رجل فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فبايعته قبيلته قال فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة ( يده ) فقال فيكم الغلول أنتم غللتم ( أجل قد غللنا صورة وجه بقرة من ذهب ) فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب قال فوضعوه في المال وهو بالصعيد فأقبلت النار فأكلته فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ذلك بأن الله تبارك تعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا ) وفي رواية: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: إن الله أطعمنا الغنائم رحمة بنا وتخفيفا لما علم من ضعفنا
ــــــــــــ
و في النص دلائل كثير
أولها أن بني إسرائيل كانوا في حالة استقرار قبل فتح بيت المقدس و لم يكونوا يضربون في صحارى الأرض في فترة التيه كما يتصور البعض
ثانيا : أن يوشع عليه السلام قد أعطى العذرا لكل من يريد أن يتخلف عن الغزو ليخلص جيشه من المنافقين و المثبطين
و بالتالي لا يخرج معه إلا من كان يريد وجه الله سبحانه و هؤلاء هم من قطن في بيت المقدس فقط و هم جزء من بني إسرائيل
أما البقية فبقوا في البلاد التي كانوا يعيشون فيها
و بقي بني إسرائيل في بيت المقدس مدة لا يعلمها إلا الله حتى حادوا عن أمر الله و بدأ الفساد ينتشر بينهم
فسلط الله عليهم من أخرجهم منها فعادوا من حيث أتوا أو أنهم لجئوا إلى أرض أخرى خارج فلسطين و أن أرجح أن يكونوا قد سكنوا الموصل حيث لم تكن نينوة قد بنيت بعد
و ظلوا على هذا الحال سنين لا يعلم إلا الله مقدارها حتى أذن الله بعودة الجزء الصالح منهم إليها من جديد
فكانت قصتهم مع النبي الذي طلبوا منه أن يسأل الله أن يجعل عليهم ملكا يقاتلون تحت رايته من أخرجهم من بيت المقدس
فكان الله أن جعل عليهم طالوت ملكا
لكن هل ترك بني إسرائيل طبعهم الدنيء في التذمر و الاعتراض على أمر الله
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247
ــــــــــــ
لذلك سلك طالوت مسلك نبي الله يوشع بل كان أشد حرصا في اختيار أصحابه الذين سيدخلون معه الأرض المقدسة
فكان أن وضع لهم هذا الامتحان القاسي
بسم الله الرحمن الرحيم
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249

ـــــــــــــــــ
فكانت حصيلته القليل , القليل منهم
و يقال أن عددهم كعدد أهل بدر و الله أعلم
و كان النصر و التأييد من الله لطالوت و قتل داود عليه السلام عدوا الله جالوت
ثم آتاه الله الملك و ألان له الحديد
فكان و على يديه بداية العصر الحقيقي لاستخدام الحديد
فصنع السيوف و التروس و الدروع السوابغ التي تغطي الفارس حتى قدميه
و انتشرت مملكته شرقا و غربا فخضعت له بقية أرض الرافدين فكان ملكه علامة فارقة في ما يعرف بمملكة أشور

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ *
أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }سبأ11

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق