الخميس، 7 أبريل 2011

المسيح و تاريخ الميلاد المزيف للشيخ ابو سفيان (10)

ننتقل لآن للحديث عن الفترة الثالثة المحتملة

و هي تعتمد على عملية إزاحة الأحداث تاريخيا تبعا للزمن الثابت الذي استنبطناه في فصول سابقة لحكم نبي الله سليمان عليه السلام
بحيث تأتي الصورة أكثر دقة
ـــــــــــ
وفقا لحسابات اليهود فسليمان عليه السلام حكم بين عامي 972 و 933
و لكن وفق ما مر معنا في فصل سابق
فإن سليمان الحقيقي حكم بين عامي 1273- 1244 قبل الميلاد
و إن داود عليه السلام حكم بين عامي 1305-1274
هم يقولون أن رحبعام بن سليمان هو من خلف والده على المملكة
بين عامي 933 و 916
لكن لو فاضلنا بين الأرقام السابقة لوجدنا ما يقارب 300 سنة تقريبا
فهل رحبعام هو رحبعام بن سليمان و هل يصح إزاحة التاريخ بشكل كامل مقدار ثلاث قرون أم أن هناك فجوة كاملة لم تذكر أحداثها و لا حكامها
و إنما تم استعارة المسميات فقط
بالطبع هناك من الأحداث خصوصا المتأخر منها قد أخذ موقعه الصحيح أو قريبا من موقعه خصوصا الأحداث القريبة من زمن تدوين التوراة من قبل عزرا و أعوانه و إن كانت كتابتها قد تمت بصورة مغايرة للحقيقة
و بالطبع عملية تزوير هذه لم تأتي عبثا و قد بينت فيما سبق
مقدار الحقد الذي يضمره كفرة اليهود لسليمان و داود عليهما السلام و لنبي الله عيسى عليه السلام
كيف لا و قد أشترك عيسى و داود في لعن الذين كفروا من بني إسرائيل فهل أدركت هذه الفئة زمن داود و عيسى عليهما السلام
و لماذا لم يلعنهم سليمان عليه السلام و هو في زمن وسط بينهما
الصحيح أن لم يكن هناك أي فسحة أو مجال لأن يرفع أهل الكفر رؤوسهم في زمن دولة سليمان عليه السلام
لذلك لا بد أنهم قد لبسوا إزار النفاق و أخفوا ما أبطنوا من كفر
حتى علموا بوفاة نبي الله سليمان عليه السلام
ــــــــــ
تكلمنا سابقا عن الكاهن يهوياداع الذي كان الكاهن الرأس في مملكة داود عليه السلام و نقلت لكم من كتبهم أن
أحد ملوك بني إسرائيل قد أمر بقتل أبنه زكريا عليه السلام بعد وفات والده يهوياداع
و قلنا أنه و الله أعلم هو زكريا عليه السلام والد يحيى عليه السلام
و إذا كانت كتبهم تذكر أن يهوياداع قد بلغ 130 سنة من العمر
و نعلم أن زكريا قد أنجب يحيى بعد أن بلغ من العمر عتيا
فإذا كان عمر زكريا عليه السلام حين توفى قريبا من عمر والده
فهذا يجعل وفاته عليه السلام بعد وفات والده بعقد أو أثنين
و إذا علمنا أن ليهوداع الكاهن ولد
كان من قواد فرق جيش داود عليه السلام
فهذا يجعلنا نعتقد و الله أعلم أن زكريا قد ولد قبل بداية حكم داود عليه السلام
أو بزمن قريب منه
و إن وفاته كانت في الربع الأخير من القرن الثالث عشر قبل الميلاد
أي بعد وفاة سليمان عليه السلام بعقدين أو ثلاث
و بالتالي تكون ولادة عيسى و يحيى عليهما السلام
قريبا من زمن وفاة نبي الله سليمان عليه السلام أي حوالي 1250
و نبوتهما قريبا من عام 1225 قبل الميلاد و الله أعلم
و بهذا يتضح لدينا معنى قوله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }المائدة78
ــــــــــــــــ
و يتضح لنا معنى هذه العبارة التي وردة في في بعض أناجيل النصارى
لوقا أصحاح 11
ملكة التيمن تقوم في الدين مع رجال هذا الجيل و تدينهم لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان و هوذا أعظم من سليمان هاهنا* 32 رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل و يدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان و هوذا أعظم من يونان هاهنا* 33
ـــــــــ
بغض النظر عن كذبهم في تفضيل عيسى عليه السلام نفسه على غيره من الأنبياء و كذبهم بأن معنى ستقوم في الدين أو يقومون في الدين
هو قيامهم يوم القيامة لأنهم أنفسهم لا يؤمنون بذلك
لكن القيام في الدين هنا و الله أعلم هو تحمل واجبات هذا الدين
من دون كفرة اليهود الذين رفضوا ما جاء به عيسى عليه السلام
و هذا يؤكد أن عيسى كان قريبا جدا من تلك الأحداث و أقصد إيمان ملكة اليمن على يد سليمان و إيمان أهل نينوى على يد يونس
و لو كان هؤلاء من أجيال مختلفة يفصل بينها ألف عام كما يكذبون لما أختار عيسى عليه السلام هذين النبيين و هذين الشعبين ليجعلهما شهود على من عصاه و كفر بنبوته
و بهذا تكتمل الصورة و الله أعلم
فبعد وفاة نبي الله سليمان عليه السلام أو في وقت مزامن له تكون نبوة زكريا عليه السلام
ثم تكون نبوة يونس لأهل نينوة بوقت قريب و ذلك بعد ارتداد أهلها عن دين الله بعد وفاة سليمان عليه السلام
طبعا هناك احتمال أن تكون نبوة يونس عليه السلام سابقة لنبوة داود و سليمان عليهما السلام لكن أنا أرجح أن تكون بعدهما و الله أعلم
ثم تكون نبوة يحيى و عيسى عليهما السلام بعد منتصف القرن الثالث عشر
تقريبا بين عامي 1250 و 1225 قبل الميلاد
و بالتالي يكون عمر أمة عيسى قرابة 1850 سنة تقريبا و الله أعلم
و لو أضفنا لها فارق السنوات الهجرية لبلغت 1900 سنة و قد ترقى
إلى ما مقداره 2000 سنة و الله أعلم
و هذا ما تؤكده النصوص النبوية الشريفة
صحيح البخاري
[ 532 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني إبراهيم عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين فقال أهل الكتابين أي ربنا أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطا قيراطا ونحن كنا أكثر عملا قال قال الله عز وجل هل ظلمتكم من أجركم من شيء قالوا لا قال فهو فضلي أوتيه من أشاء
ــــــــ
صحيح البخاري
[ 2148 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجراء فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين فأنتم هم فغضبت اليهود والنصارى فقالوا ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء قال هل نقصتكم من حقكم قالوا لا قال فذلك فضلي أوتيه من أشاء
ـــــــــــــ
صحيح البخاري

[ 2149 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني مالك عن عبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط فعملت اليهود على قيراط قيراط ثم عملت النصارى على قيراط قيراط ثم أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين فغضبت اليهود والنصارى وقالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا فقال فذلك فضلي أوتيه من أشاء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
النصارى كاليهود يحتجون بكثرة العمل و قلة الأجر
لكن كم هو الفارق بين عمر أمة الإسلام و أمة عيسى عليه السلام ؟؟
و هل يدخل فيهما نصف اليوم الذي ورد في الحديث النبوي الصحيح
سنن أبي داود أول كتاب الملاحم
4349 ( صحيح )
حدثنا موسى بن سهل ، ثنا حجاج بن إبراهيم ، ثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن أبيه ، عن أبي ثعلبة الخشني قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المؤكد و الله أعلم أن نصف اليوم هذا سيكون داخل في عمر أمة محمد صلى الله عليه و سلم و الذي سيحتج النصارى عليه
لأن الاحتجاج لا يكون إلا على كامل العمل
فمن غير المعقول أن يحتج اليهود و النصارى على قلة عمل المسلمين دون
أن يدخلوا نصف اليوم ضمن عملهم حتى لو كان منحة و زيادة من الله سبحانه
الاحتجاج يكون على كامل العمل
و بهذا يكون مقدار عمر أمة الإسلام مع تلك المنحة أقل من عمر أمة عيسى عليه السلام بمقدار لا نستطيع الجزم به
لكن لا أعتقد الفارق سيزيد عن قرن أو قرنين و الله أعلم
و لحاجتنا لتقدير عمر أمة بني إسرائيل سنفرض هذا الفارق يساوي
قرن من الزمان
فيكون عمر أمة الإسلام يتراوح بين هذين المقدارين
1900 و 1800 سنة
و لو أضفنا له مقدار عمر أمة عيسى عليه السلام
لأصبح عمر الأمتين يتراوح بين 3700 و 3900 سنة هجرية
أي قرابة 3600 أو 3777 سنة شمسية
و هذا هو العمر التقريبي لأمة موسى عليه السلام و الله أعلم
و الذي يمتد نحو الخلف ابتدأ من عام 1225 قبل الميلاد المزيف
فتكون نبوة موسى عليه السلام في عام 4825 و 5000 سنة شمسية
قبل الميلاد و الله أعلم
و يكون دخول يعقوب عليه السلام إلى مصر لا يتعدى 5200 عام شمسي قبل الميلاد
و يكون خروج بني إسرائيل من مصر و بخطأ نسبته 100 سنة
بين عامي 4800 و 4980 قبل الميلاد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
و قبل أن أختم هذا الفصل أود الحديث عن أخر ملوك بابل
و هو الملك نبونيدس
لا بد أن أغلبكم قد سمع بما ورد في كتاب دانيال و كيف تقرب دانيال من الملك البابلي نبوخذ ناصر بسبب تأويله لذلك الحلم الغريب الذي شاهد فيه الملك تمثال
رأسه من ذهب و صدره من فضة إلى أخر القصة
ثم يروي لنا كاتب كتاب دانيال أن أبن الملك نبوخذ ناصر و بعد وفاة أبيه و تسلمه
زمام الحكم أقام حفلة لقواد الجيش و سكر خلالها بآنية بيت المقدس
و أثناء ذلك ظهرت يد و كتبت على الحائط كلمات غير مفهومة لم يستطع أن يفسرها أحد سوى دانيال و الذي نال حضوه بسبب ذلك عند الابن كما نال عند الأب رغم أنه بشر الابن بالقتل السريع
لكن ما أثبته علماء الآثار من خلال ترجمة مدونات ملوك بابل يدل على أن
ما جاء في هذا السفر هو محض افتراء على الأقل فهو كذب
من ناحية شخوص الرواية و تاريخ حدوثها و لا نعلم صدق أو كذب صلة
شخص يدعى دانيال بهذه الرواية
و الصحيح أن
نبوخذ ناصر لم يرى هذا الحلم إنما الذي رآه هو الملك نبونيدوس
و أن بلشاصر هو أبن الملك نبونيدوس و ليس أبن نبوخذ ناصر
بالطبع تزييف هذه القصة و تجيرها لشخص أخر من قبل عتاة الكذب و التزوير
لا بد و أن وراءه أمر عظيم
خصوصا و أنهم يناقضون أنفسهم بخصوص إيمان الملك نبوخذ ناصر
أيضا لا ننسى أن المجوس استطاعوا اختراق بابل عن طريق خيانة الكهنة و رجال المعابد الذين قضى على نفوذهم الملك نبونيدس
بالطبع اليهود كان لهم الدور الكبير في هذه الخيانة
لكن هؤلاء لا تحكمهم المبادئ بقدر ما تحكمهم المصالح و المنافع
فحيث ما وجدوا فرصة اغتنموها حتى لو داسوا بسببها على من أكرمهم و أعزهم
فمن يخن الله و أنبياءه يسهل عليه خيانة بقية البشر
إذن ألتقت مصلحة ثلاث فئات في ضرورة تغيير ما أمكن من تاريخ ملوك بابل
المجوس و هدفهم تشويه من سبقهم في الحكم ليسهل عليهم إحكام السيطرة
من خلال ما يعرف اليوم بالحرب الدعائية
اليهود و مصلحتهم تحدثنا عنها و باستفاضة و قصة الملك نبونيدوس حلقة من حلقات التاريخ الذي استطاع اليهود تشوييها
رجال الدين الوثنين و هؤلاء وعدهم كورش بإعادة أمجادهم و عدم المساس
بمنهجهم المنحرف
حقيقة رؤيا الملك نبونيدوس و ما نتج عنها من آثار
كان اليهود أشد الناس حرصا على وئدها و تزييف شخوصها
و ذلك بتزييف تاريخها و أثارها و شخوصا
فقد استبدلوا شخصية الملك نبونيدس بشخصية الملك بنبوخذ ناصر
و استبدلوا الحقيقة التاريخية المترتبة على تلك الرؤيا و التي جعلت الملك نبونيدوس و لأسباب مجهولة لدى علماء الآثار بأن
يترك عاصمة ملكه و يهاجر إلى تيماء فيبني هناك مدينة و يستقر فيها
و التي يذكر في كتاباته بأنه قد زار معظم واحات الجزيرة العربية
ففي مسلتين تم الكشف عنهما في حران جنوب تركيا كتب نبونيدوس ما يلي
(ولكنني ابعدت نفسي عن مدينة بابل على الطريق الى تيماء ودادانو وباداكو وخيبر واياديخو وحتى يثربو، تجولت بينها هناك مدة عشر سنين لم ادخل خلالها عاصمتي بابل).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الذي دفع ملك كنبونيد لترك عاصمته عشر سنوات يتجول في واحات الجزيرة العربية حتى سقطت دولته و هو بعيد عنها
الآثار تشير إلى أن هذا الملك كان في عداء تاريخي مع كهنة المعابد في دولته
و الذين كانوا مع اليهود السوس الذي نخر سور بابل
لا يمكن الجزم بحقيقة هذا الملك و المعتقد الذي كان يتبعه لكن الجميع مجمع على أنه
أتخذ منهج و أتباع و مريدين في تيماء و هم مجمعين على أن هذا الملك موحد
البعض يقول أنه كان يعبد إله القمر و البعض يقول غير ذلك
لكن إذا علمنا حتمية أن ينال اليهود من تاريخ هذا الملك خصوصا و قد زوروا تاريخه لصالح الملك نبوخذ ناصر
و إذا علمنا اكتشاف وثيقة في قمران تسمى صلاة الملك نبونيد و توبته إلى الله
تثبت هذه الوثيقة أنه ملك مؤمن
و إذا علمنا أن اليهود في كتاب دانيال يقولون أن نبوخذ ناصر
قد أعلن التوحيد و عبد الله فلا بد أن هذا الأمر يخص نبونيد لأن كل ما كتب عن
دانيال و نبوخذ ناصر يخص نبونيدوس الملك
سؤالي هو عن أي شيء كان يبحث نبونيد في واحات الجزيرة
هل كان يبحث عن مكان خروج النبي أحمد صلى الله عليه و سلم
الذي بشر به عيسى عليه السلام
و الذي كان يعلم النصارى بأنه خارج
بين حرتين
و هذا جزء من حديث إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه

مجمع الزوائد ج: 9 ص: 334
أقمت مع رجل على أمر أصحابه وهديهم واكتسبت حتى صارت لي بقيرات وغنيمة قال ثم نزل به أمر الله عز وجل قال فلما حضر قلت له يا فلان إني كنت مع فلان وأنه أوصى بي إلى فلان وأوصى فلان إليك فإلى من توصي بي وما تأمرني قال فإنني والله ما أعلم أحدا على ما كنا عليه من الناس آمرك أن تأتيه ولكن قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجره إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل
ــــــــــــــــــــــــ
كما قلنا الحديث حول شخصية هذا الملك مثيرة للجدل حتى أن البعض يطلق عليه اسم الملك النبي
و الحديث عن هذا الملك لا بد أن يدفعنا للحديث عن الأسينين الذي كان بين المخطوطات التي تركوها في قمران بعض الوثائق التي تشهد بإيمان هذا الملك
مفرد الآسينيين آسياني و التي يمكن لفظها بالعيسياني
حتى أن البعض أطلق عليهم العيسويون
لا بد من القول أن الآسيننين هم الصورة ما قبل الأخيرة للنصرانية المزيفة
أي أن الانتقال للصورة التي بدأت تروج في أوائل القرن الأول عن النصرانية
كانت قد مرت بالمرحلة الأسينية
و لا بد أن تعلموا أن للأسينيين معلم حق كما يصفونة و قد علق على الخشبة
بل أن وصفهم له قريب جدا من وصف النصارى لصلب عيسى عليه السلام
مع الفارق أنهم لا يعبدون الصلبان
و عبادة الصلبان عبادة قديمة عند اليهود
و لو طالعتم كتب اليهود لوجدتم أنها أن اليهود قد عبدوا السواري و في فترات متعددة و كثيرة فكلما فسد ملوكهم عادوا إلى هذه العبادة
مما يدل على أنهما
إما أن تكون عبادة استحدثت بالفعل بعد رفع الله لعيسى عليه السلام
أي بعد عام 1200 قبل الميلاد
و ما نقلتها توراة عزرا ما هو إلا واقع كان يعيشه قسم من اليهود الذين اعتقدوا بصلب عيسى عليه السلام مع عدم تطرق توراة عزرا
لولادة عيسى عليه السلام
أو أنها عبادة قديمة جدا تعود إلى زمن أقدم من ولادة عيسى عليه السلام
و جدت في قضية رفع نبي الله عيسى مناخ مناسب لتأصيل هذه العبادة الوثنية
ــــــــــــــــــــــ
أما الدليل على أن كلمة السواري حلت محل كلمة الصلبان بالنسخ المتأخرة
فهو ما أورده أبن حزم رحمه الله في كتاب الفصل في الملل

ــــــــــــــــ
فولي مكانه ابنه يوشيا بن آمون وهو ابن ثمان سنين ففي السنة الثالثة من ملكه أعلن الإيمان وكسر الصلبان وأحرقها واستأصل هياكلها وقتل خدامها ولم يزل على الإيمان إلى أن قتل قتله ملك مصر
ـــــــــــــــــــ
و تاريخ هذا الملك كما يزعمون يعود إلى ما قبل 640 قبل الميلاد
و هذه العبادة معروفة قبل هذا التاريخ
لأن هذا الملك استأصلها في هذا التاريخ و من هنا نجد أن عقيدة الصليب و الصلب عقيدة متأصلة لدى اليهود عادت للظهور
بعد عدة قرون على تلك الصورة التي يعرفها النصارى الجدد
***
قد يتساءل البعض كيف ظهرت النصرانية الجديدة فجأة في بدية
القرن الميلادي الأول المزعوم
و الصحيح لا النصرانية الجديدة و لا معظم الفرق النصرانية المنحرفة تشكلت في بداية هذا القرن أي بعد الولادة المزعوم لعيسى عليه السلام
بل هي نتاج أهواء و سياسات قديمة أخذت شكلها النهائي في تلك الفترة
و حتى المانوية و هي بدعة ظهرت في بلاد الأهواز على يد ماني و الذي كانت أمه اسمها مريم أيضا و تم صلبه من قبل الملك الفارسي بهرام
في بداية القرن الثالث للميلاد المزعوم
و لا يستبعد أن تكون بعض الأفكار تم أخذها من هذه البدعة المنحرفة خصوصا إذا علمنا أن النصرانية التثليثية قد ظهرت بشكلها الرسمي بعد ما يزيد عن قرن من ولادة البدعة المانوية
في مجمع نقية
و برعية قسطنطين الوثني
علما أن ماني يعترف بنبوة المسيح و هناك تشابه بين العقيدتين

ــــــــــــــــــــــــ
أيها الأخوة التاريخ مزيج من المؤامرات و الدسائس و الأهواء الشيطانية
و أهل الحق في حرب ضروس مع أهل الباطل
و إذا كان سلمان الفارسي قد قابل أخر شخص على دين المسيح الحق
فكيف نتصور ضياع مثل هذا الدين خلال بضع عقود
كانت الكتابة و التأريخ في أوج ازدهارهما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق